دياما– انطلقت الثلاثاء على أحد أهم مواقع منظمة استثمار نهر السنغال (OMVS) الفعالة، أشغال اللقاء الإقليمي حول موضوع: «حوض نهر السنغال: فضاء للفرص من أجل الصمود المناخي، والتشغيل، والابتكار». اللقاء من تنظيم مشترك بين OMVS وقطب الابتكار العالمي التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، ويجمع على مدى يومين ممثلين عن الدول الأعضاء الأربع في المنظمة: غينيا، مالي، موريتانيا والسنغال، إلى جانب خبراء وشركاء وممثلين عن المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
وقد ترأس حفل الافتتاح المفوض السامي للمنظمة السيد محمد عبد الفتاح، بحضور والي ولاية سانت لويس السيد الحسن صال، ورئيس قطب الابتكار العالمي بالأمم المتحدة السيد مصمبا تيي، إلى جانب المديرين العامين لكل من شركتي "SOGED" و"سونادير"، السيدين يوسف كمارا وحماده ديدي ولد سيد أحمد.
في كلمته، جدد المفوض السامي التزام الدول الأعضاء في OMVS بجعل الحوض فضاءً للسلام والصمود والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أهمية توحيد الجهود لمواجهة تحديات التغير المناخي وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستقلال الطاقوي.
وقد انطلقت الجلسة الأولى مباشرة بعد الافتتاح، وتمحورت حول الصمود المناخي والوقاية من الفيضانات في الحوض، على أن تتبعها جلستان أخريان حول:
الحلول التكنولوجية والاجتماعية المبتكرة الملائمة لبيئة الحوض
الشراكات من أجل تمويل المناخ والتعاون الإقليمي
ويُواصل المشاركون، الأربعاء 18 يونيو 2025 نقاشاتهم حول المشاريع النموذجية، وآليات التمويل المبتكرة، وإشراك الشباب والنساء في الحوكمة المناخية على مستوى الإقليم.
إطار ديناميكي للتعاون من أجل نتائج ملموسة
لقاء دياما يأتي في سياق ديناميكية إقليمية بدأت في مامو (غينيا) وكاي (مالي)، ضمن نهج تشاركي يهدف إلى إعداد رؤية OMVS 2050 التي تركز على الابتكار والمناخ والتنمية المستدامة.
ويمثل موقع دياما، الذي يحتضن أحد أكبر السدود المائية في المنطقة، تجسيداً فعلياً لنتائج التعاون بين الدول الأعضاء في عدة مجالات حيوية، منها:
الطاقة: شبكة ربط كهربائي إقليمي بين الدول الأربع تمتد على 1700 كم، وقدرة إنتاج إجمالية تقارب 1800 ميغاواط، مع تعزيز سوق طاقوي إقليمي منظم.
البيئة: مراقبة بيئية دائمة، وحماية النظم البيئية، وإعادة تغذية المياه الجوفية، والاستجابة لتغير المناخ.
الماء الصالح للشرب: تأمين إمدادات المياه للمدن الكبرى مثل داكار، نواكشوط، كاي، روسو وسانت لويس.
الزراعة المروية: استغلال أكثر من 120 ألف هكتار، مع تنويع حملات الزراعة الموسمية والصادرات الفلاحية.
الملاحة النهرية: عبر بوابة دياما المائية، بما يتيح فك العزلة وتطوير النقل متعدد الوسائط.
OMVS : نموذج عالمي للتعاون بين بلدان الجنوب
لقد أصبحت منظمة OMVS منذ تأسيسها مرجعاً عالمياً في التعاون جنوب-جنوب، بفضل منهجيتها التشاركية وحوكمتها المتساوية بين الدول الأعضاء، مما مكن من الاستغلال المشترك والعادل لموارد نهر السنغال.
ومن خلال رؤية OMVS 2050، تسعى المنظمة إلى تثبيت مكتسباتها وتعزيز مكانتها كفاعل إقليمي يقود التحول نحو نموذج تنموي مشترك، صامد ومستدام لصالح الأجيال الحالية والمقبلة.