كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن كون الولايات المتحدة سوف تقيم قاعدة عسكرية في موريتانيا عوضا عن فقدانها للقاعد الجوية التي كانت انشاتها في النيجر. وتم تداول الامر على نطاق واسع داخل البلاد عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الالكترونية الموريتانية. كما أن الساحة الإعلامية الدولية لم تخل منه. فقد تناولته- على سبيل المثال- إذاعة فرنسا الدولية (RFI) نقلا عن مصدر اعلامي نيجري وهو نفس المصدر الذي تغذى عليه الآخرون.
سؤال بدأت تطرحه ثلة من المدونين وأطياف المعارضة، وهو بالنسبة للأغلبية السياسية الحاكمة غير مطروح، لأن الدستور الموريتاني يكفل لرئيس الجمهورية الحق التلقائي في الترشح لخلافة نفسه في ولاية ثانية، وخصوصا إذا كان الرجل يتمتع بأغلبية ساحقة في البرلمان والمجالس الجهوية والمحلية، يضاف إليها اصطفاف أغلب رموز المعارضة التاريخية خلفه لأول مرة في تاريخ موريتانيا السياسي المعاصر..
تحت عنوان: الثوب الجديد للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا، قال جمال الطالب، العضو في نقابة محامي باريس ونائب رئيس مركز التفكير، في منطقة الساحل، في مقال له بمجلة “جون أفريك” الفرنسية، إن الاتفاق الذي وقعته الحكومة الموريتانية مؤخراً مع الاتحاد الأوروبي، يذهب إلى ما هو أبعد من قضايا الهجرة، مهما قال منتقدوها، مُعتبراً أن هذا الاتفاق يُشكل طريقة لدخول نواكشوط في علاقة متساوية مع شركائها، دون الانجراف وراء صافرات إنذار بان آفريكانيين” (panafrica
كنا ننتظر من الحكومة أن تفتح تحقيقا شاملا وشفافا في القضايا التي أثارتها منظمة الشفافية الشاملة، ويتم استدعاء كل من ورد ذكرهم في هذه الملفات، كبادرة إيجابية حول محاربة الفساد، وكرسالة قوية لمن تخول له نفسه المساس بالأموال العمومية.
كنا ننتظر أن يتم الاحتفاء بمنظمة الشفافية وتكريم أعضائها، لأنهم قاموا بواجبهم الوطني، بكشف ملابسات بعض قضايا المشبوهة، مما قد يساعد في تحديد المسؤوليات وتفكيك قنوات وآليات الفساد.
نعيش في وطننا الحبيب منذ زهاء سنة مسرحيات وبيانات و اعلانات عن انضمامات إلى الحزب المحكوم ومطالبات بمأمورية ثانية للرئيس ، وللتعبير عن اصطفافات وموالات وإعجاب وامتنان بالإنجازات ، ومسلسل من التعيينات في كل مفاصل الادارة لاينقطع .
تنهال على موريتانيا في الآونة الأخيرة عروض واتفاقيات تعاون متعددة المجالات اقتصادية وتجارية وأمنية من دول وتكتلات إقليمية، فما الذي يحرك الاهتمام المتنامي بهذا البلد الذي طالما كان على هامش الأحداث والأجندات؟